- ابن العراقاحلى نائب
- عدد الرسائل : 6119
العمر : 39
المحافظة/المدينة : راوه / الحي العسكري
الوظيفة : موظف
المزاج :
الجنس :
الجنسية :
MoBiLe : 07901599782
:
الخبرة :
تاريخ التسجيل : 09/09/2008
البطاقة الشخصية
الاسم الحقيقي: عثمان الراوي (ابو حسين)
[[[[[[[[[ وسائل ذكر الموت ]]]]]]]]]
الإثنين 27 أبريل 2009, 00:20
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
[[[[[[[[[[[ وسائل ذكر الموت ]]]]]]]]]]]]
ربما يتساءل البعض لماذا أتحدث معكم عن ذكر الموت .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، فلنقرأ معاً ما رواه سعد الساعدى ، قال سهل : (( مات رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فجعل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يثنون عليه ةيذكرون من عبادته ، ورسول الله ساكت ، فلما سكتوا قال : هل كان
يكثر من ذكر الموت ؟ قالوا : لا . قال: فهل كان يدع كثيراً مما يشتهى ؟ قالوا : لا . قال : ما بلغ صاحبكم كثيراً مما تذهبون إليه )) [ رواه الطبرانى بإسناد حسن ] .
ما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة ولا صدقة ولا صيام ، إنما سأل عن ذكر الموت أولاً ثم بعده كل شئ .. كل شئ .. لأن إذا ذكر الإنسان الموت يكون بمثابة قفل من حديد يضمن عدم تسرب الإيمان من القلب ولو فارق ذكر الموت القلب ولو ساعة لفسد القلب .. فاعالوا معى أيها الأخوة والأخوات نتذكر سوياً وسائل
ذكر الموت ..
** الوسيلة الأولى : زيارة القبور ودفن الموتى
عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها ، فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة )) [ رواه الحاكم فى المستدرك ] .
ويقدم لنا الرسول صلى الله عليه وسلم النموذج العملى ، فيروى البراء بن عازب فيقول : (( بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بجماعة فقال : علام اجتمع هؤلاء ؟ قيل : على قبر يحفرونه . قال : ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدر بين يدى أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه ، قال :
فاستقبله من بين يديه ، لأنظر ما يصنع ، فبكى حتى بل الثرى من دموعه ، ثم أقبل علينا ، قال : أى إخوانى ! لمثل هذا اليوم فأعدوا )) [ رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألبانى ] .
لقد خرج الإمام على بن أبى طالب يوماً إلى المقابر فلما أشرف عليها قال : (( يا أهل القبور .. يا أهل البلى .. يا أهل الوحشة ما الخبر عندكم ؟ فإن الخبر عندنا : قد قسمت الأموال ، وأيتمت الأولاد ، واستبدلت الأزواج .. فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم ؟ ثم التفت إلى كميل بن زياد الذى كان معه هناك وقال يا كميل لو أُذن لهم
فى الجواب لقالوا : إن خير الزاد التقوى ثم بكى . وقال يا كميل القبر صندوق العمل ، وعند الموت يأتيك الخبر )) . [ /، كتاب حياة الصحابة للكاندهلوى ] .
ويبكى على الموتى ويترك نفسه ..... ويزعم أن سيطول فيها بقاؤه
ولو كان ذا رأى وعقل وفطنة ..... لكان عليه لا عليهم بكاؤه
** الوسيلة الثانية : مشاهدة المحتضرين .
إن مشاهدة المحتضرين ، وملاحظة سكرات الموت ونزعاته ، مما يقطع عن النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ، ويمسح الأجفان من النوم ، والأبدان من الراحة ، ويبعث على العمل ، ويزيد فى الاجتهاد والتعب ، والكيس من ملأ كل ذرة من جسده من هذا الزاد فيكفيه فى سفرته الإيمانية حتى يوصله إلى قبره ، تماماً مثل
ما فعل الحسن البصرى ، فقد ذُكر عنه أنه دخل على مريض يعوده فوجده فى سكرات الموت ، فنظر إليه فى كربه وشدة ما نزل به ، فرجع إلى أهله بغير اللون الذى خرج به من عندهم ، فقالوا له : الطعام يرحمك الله . فقال : يا أهلاه ، عليكم طعامكم وشرابكم فوالله رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه .
** الوسيلة الثالثة : طريقة أبى إسحاق .
تختلف أساليب التذكير بالموت فإن شئت أخذت بطريقة أبى إسحاق الجبنياتى حيث وُجد بعد موته رقعة تحت حصيرة مكتوبة بخطه : (( رجل وقف له هاتف قال له : أحسن عملك ، فقد دنا أجلك )) ، فال ولده عبد الرحمن : إذا كان قصر فى العمل أخرج الرقعة فنظر فيها ورجع إلى جده .
ما زال يلهج بالرحيل وذكره ..... حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه مستيقظاً ومشمراً ..... ذا أهبة لم تلهه الآمال
الوسيلة الرابعة : وصية الإمام .
والوسيلة الرابعة هى وصية الإمام الشهيد حسن البنا حيث خطب يوماً ، وكان يتحدث عن الآخرة فقال : (( ليذكر كل منكم ميتاً عزيزاً عليه ، وليسأل نفسه : ترى ألن نلتقى مرة أخرى ؟! وسيجد الجواب فى أعماقها : بلى سنلتقى ، وذلك هو برهان الآخرة )) [ من كتاب مع العارفين ص 187] .
والآن تنفيذاً لوصيته : أغمض عينيك وجُل بخاطرك فيما مضى وتذكر آخر ميت ودعته ممن تعرف ، واسأل نفسك : أين ستلقاه بعد اليوم ؟ هل هذه هى النهاية ؟ .. الموت .. العظام .. الرفات .. ثم الذر مع الرياح ؟ كلا قد قالها يوماً أمية بن خلف : قال ( من يحيى العظام وهى رميم ) فأمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يجيبه :
( قل يحيها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) [ يس79 ] .
والآن بعد أن تذكرت هذا الفقيد واستحضرت صورته فى ذهنك كن على يقين أنك لن تقابله إلا فى : الجنة أو النار أو أن تكون فى الجنة وهو فى النار أو أن تكون فى النار وهو فى الجنة .
فالعاقل هو الذى يتوب قبل الموت بأن لو قيل له إنك تموت الساعة فإنه لا يجد عنده ذنباً يحتاج إلى التوبة منه فيسأل الإمهال من أجله .
إخوانى وأخواتى :
فى ختام حديثى معكم أود أن أذكركم أنكم فى ممر الليل والنهار ، فى آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتى بغتة ، من زرع خيراً يوشك أن يحصد سعادة ومن زرع شراً يوشك أن ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى