الصادقين والصادقات

بسم الله الرحمن الرحيم
الصدق خلق عظيم حثنا ديننا الحنيف على التحلي به فالمسلم يحب الصدق
ويلتزمه في الظاهر والباطن وفي اقواله وأفعاله اذ ان الصدق يهدي الى البر
والبر يهدي الى الجنة وهي غاية كل مسلم بل اسمى غاياته
ويتقي النار بالابتعاد عن الكذب لانه يهدي الى الفجور والعياذ بالله
فتكون النتيجة دخول الكاذب النار
اللهم اجرنا من النار
والصدق بالاضافة الى انه خلق فاضل فهو ايضا من متممات الايمان ومكملات الاسلام
حيث امر الله تعالى كل مؤمن به وحث عليه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
قال تعالى في كتابه العزيز(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(الاحزاب اية 35)
واثنى سبحانه على المتصفين به في قوله(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)(الاحزاب اية 23)
وكذلك قول رسول الله عليه الصلاة والسلام
(عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وما يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا .واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور
وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
حتى يكتب عند الله كذّابا)
وللصدق ثمرات ونتائج طيبة تعود على المسلم الصادق من اهمها
راحة الضمير والطمأنينة لقوله عليه الصلاة والسلام (الصدق طمأنينة)
البركة في الكسب والرزق وزيادة الخير
النجاة من المكروه حيث روي ان هاربا لجأ الى احد الصالحين فقال له اخفني عن طالبي
فقال له الرجل نم هنا والقى عليه حزمة من خوص
فلما جاء طالبه وسال الرجل الصالح عنه قال له بصدق هو تحت حزمة الخوص
فظن انه يسخر منه فتركه ونجا الهارب ببركة صدق الرجل الصالح
ولا يتجلى الصدق في مظهر معين بل له مظاهر عدة
كصدق الحديث حيث المسلم لا يحدث بغير الصدق والحق اذ ان الكذب في الحديث
من صفات المنافق قال صلى الله عليه وسلم
(اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان)
وايضا الصدق في التعامل فالصادق لا يغش ولا يخدع ولا يزوّر بتعامله مع الناس
والصدق في العزم فاذا عزم على فعل شئ فيه خير ومنفعة فلا يتردد
ومظهر مهم من مظاهر الصدق, الصدق في الوعد فمن وعد بشئ يرضي الله ورسوله
فلا بد ان يوفي ويصدق بوعده كي يتجنب اية من ايات النفاق ويخلف وعده
واخيرا الصدق فيما يظهر ويخفي فلا يظهر خلاف ما يبطن ولا يلبس ثوب
الزور ولا يرائي ولا يتكلف ما ليس له
وقد روي عن الامام البخاري رحمه الله انه خرج يطلب الحديث من رجل فراه
يشير الى فرسه التي هربت منه برداء كأن فيه شعير فجاءته فأخذها
فسأله البخاري اكان معك شعير؟
فقال الرجل لا ولكن اوهمتها فقال البخاري لا اخذ الحديث ممن يكذب على البهائم
وهذا موقف للبخاري يظهر لنا مثلا عاليا بالصدق والبعد عمن يكذب حتى لو على البهائم
اسال الله لي ولكم الصدق في القول والعمل