- اسدحديثهعضو جديد
- عدد الرسائل : 39
العمر : 37
المحافظة/المدينة : حديثه _محافضه الانبار
الوظيفة : موضف حكومي
المزاج :
الجنس :
الجنسية :
MoBiLe :
07814121615
:
الخبرة :
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
البطاقة الشخصية
الاسم الحقيقي: ابويقين الشمري
حكم من سب ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها
الأحد 12 سبتمبر 2010, 03:08
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين , وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
أما بعد :
فالكل عَلِمَ بما فعله الأفّاكُ الأثيم ( ياسر الحبيب ) لا يسَّر الله له ولا كتب له بين الناس حباً .. فقد أقام هذا الفاجر المارق من الدين حفلاً بمناسبة وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وقال عنها كلاماً لا يقال إلا على أمثاله من الفجرة الكفرة ..
فنحنُ نحمد الله على أن برأ أم المؤمنين رضي الله عنها منه ومن أمثاله , ولم يجعلها ربنا تبارك وتعالى أمّاً له ولا لأمثاله
لأن الله تبارك وتعالى يقول :
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (6) سورة الأحزاب
فهي أم المؤمنين ولا عزاء للمارقين من الدين
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم لأنهن منهم، وكل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ولما لهن من المنزلة العظيمة وقوة قرابتهن من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يغفل أهل العلم حكم سابهن وعقوبته بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة ومؤلفاتهم المختلفة، وفي هذا المطلب أجمع شتات بعض ما ورد في ذلك وليكن البدء بذكر حكم من سب عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها فنقول: إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن فيها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها، وقالوا إنه يجب قتله .
وقد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار ، قال : " سمعت مالك بنت أنس يقول : من سب أبا بكر وعمر جلد، ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة ؟ ، قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (17) سورة النور .
قال مالك : فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل.
قال أبو محمد رحمه الله: " قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها " اهـ المحلى 13/504، وانظر أحكام القرآن لابن العربي 3/1356، الشفاء للقاضي عياض: 2/267
وحكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر بن الطيب قال : " إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه كقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ} (88) سورة مريم ؛ في آي كثيرة وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانهذه الكلمة ممنوعة} (16) سورة النور ؛ سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، وهذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ومعنى هذا والله أعلم، أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه وقرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى وكان حكم مؤذيه تعالى القتل كان مؤذي نبيه كذلك " اهـ الشفاء للقاضي عياض 2/267-268
وقال أبو بكر بن العربي : " إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق قول مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب " أحكام القرآن لابن العربي 3/1356
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه حيث قال : " وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .
قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم " .
قال أبو السائب القاضي : " كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان ، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (26) سورة النور .
فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وأنا حاضر " رواه اللالكائي
وروى عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد " أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه ، فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا ومن بني الآباء ، فقال : هذا سمى جدي قرنان (1) ، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته " الصارم المسلول ص/566-567
{ هذا هو موقف أهل البيت من نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيرهم ممن أطلق لسانه بالنيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنه موقف الغيور على الدين الذي لم يرض الله لعباده سواه فمن نال من عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فإنما ذلك معاندة للقرآن وتكذيب لله رب العالمين وطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عقوبة أنجع مع من أقدم على مثل هذا العمل المناقض لدين الإسلام لأن من كذب الله في أخباره وطعن بقول السوء في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام لا يختلف اثنان في أنه خرج من ملة الإسلام إلى الكفر }
قال القاضي أبو يعلى : " من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم " الصارم المسلول ص/566-567
وقال ابن أبي موسى (2) : " ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة " الصارم المسلول على شاتم الرسول ص/568
وقال ابن قدامة المقدسي : " ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم " اهـ لمعة الاعتقاد ص/29
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : " الحادية والأربعون براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس وغيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا إكرام من الله تعالى لهم "اهـ شرح النووي على صحيح مسلم 17/117-118
وقد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها حيث قال: " واتفقت الأمة على كفر قاذفها " زاد المعاد في هدي خير العباد 1/106
وقال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (23) سورة النور . قال : " أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن " اهـ تفسير القرآن العظيم 5/76
وقال بدر الدين الزركشي : " من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببرائتها " الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص/45
وقال الإمام السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } الآيات . قال : " نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن .
قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره (3) فقال { سبحانك هذا بهتان عظيم }، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد " اهـ الإكليل في استنباط التنزيل ص/190
هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقذفها بما رماها به أهل الإفك فانه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها وطهارتها رضي الله عنها، وأن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام
من كتاب (( عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام )) في " مطلب في حكم ساب أزواجه صلى الله عليه وسلم وعقوبته " للشيخ د . محمد بن عبدالله الوهيبي
{ وعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : من الرجال ؟ قال : " أبوها " . قلت : ثم من ؟ قال : " عمر " . فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم } رواه البخاري ومسلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحاشية
(1) : قرنان: على وزن سكران، وهو الذي لا غيرة له، قال الأزهري: هذا قول الليث وهو من كلام الحاضرة ولا يعرفه أهل البادية. المصباح المنير 2/501
(2) : هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الهاشمي، إمام الحنابلة ببغداد في عصره كان ثقة زاهداً درس بجامع المنصور وبجامع المهدي وصنف كتاباً منها "رؤوس المسائل" و"أدب الفقه" وكان شديداً على أهل البدع، ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوفي سنة سبعين وأربعمائة. انظر ترجمته في طبقات الحنابلة 2/237-241، الذيل على طبقات الحنابلة 1/15-26، مناقب الإمام أحمد ص/521-523، الأعلام 4/63
(3) : الضمير يعود على قصة الإفك
والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين , وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
أما بعد :
فالكل عَلِمَ بما فعله الأفّاكُ الأثيم ( ياسر الحبيب ) لا يسَّر الله له ولا كتب له بين الناس حباً .. فقد أقام هذا الفاجر المارق من الدين حفلاً بمناسبة وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وقال عنها كلاماً لا يقال إلا على أمثاله من الفجرة الكفرة ..
فنحنُ نحمد الله على أن برأ أم المؤمنين رضي الله عنها منه ومن أمثاله , ولم يجعلها ربنا تبارك وتعالى أمّاً له ولا لأمثاله
لأن الله تبارك وتعالى يقول :
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (6) سورة الأحزاب
فهي أم المؤمنين ولا عزاء للمارقين من الدين
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم لأنهن منهم، وكل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ولما لهن من المنزلة العظيمة وقوة قرابتهن من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يغفل أهل العلم حكم سابهن وعقوبته بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة ومؤلفاتهم المختلفة، وفي هذا المطلب أجمع شتات بعض ما ورد في ذلك وليكن البدء بذكر حكم من سب عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها فنقول: إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن فيها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها، وقالوا إنه يجب قتله .
وقد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار ، قال : " سمعت مالك بنت أنس يقول : من سب أبا بكر وعمر جلد، ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة ؟ ، قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (17) سورة النور .
قال مالك : فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل.
قال أبو محمد رحمه الله: " قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها " اهـ المحلى 13/504، وانظر أحكام القرآن لابن العربي 3/1356، الشفاء للقاضي عياض: 2/267
وحكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر بن الطيب قال : " إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه كقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ} (88) سورة مريم ؛ في آي كثيرة وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانهذه الكلمة ممنوعة} (16) سورة النور ؛ سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، وهذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ومعنى هذا والله أعلم، أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه وقرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى وكان حكم مؤذيه تعالى القتل كان مؤذي نبيه كذلك " اهـ الشفاء للقاضي عياض 2/267-268
وقال أبو بكر بن العربي : " إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق قول مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب " أحكام القرآن لابن العربي 3/1356
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه حيث قال : " وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .
قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم " .
قال أبو السائب القاضي : " كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان ، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (26) سورة النور .
فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وأنا حاضر " رواه اللالكائي
وروى عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد " أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه ، فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا ومن بني الآباء ، فقال : هذا سمى جدي قرنان (1) ، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته " الصارم المسلول ص/566-567
{ هذا هو موقف أهل البيت من نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيرهم ممن أطلق لسانه بالنيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنه موقف الغيور على الدين الذي لم يرض الله لعباده سواه فمن نال من عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فإنما ذلك معاندة للقرآن وتكذيب لله رب العالمين وطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عقوبة أنجع مع من أقدم على مثل هذا العمل المناقض لدين الإسلام لأن من كذب الله في أخباره وطعن بقول السوء في سيد الخلق عليه الصلاة والسلام لا يختلف اثنان في أنه خرج من ملة الإسلام إلى الكفر }
قال القاضي أبو يعلى : " من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم " الصارم المسلول ص/566-567
وقال ابن أبي موسى (2) : " ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة " الصارم المسلول على شاتم الرسول ص/568
وقال ابن قدامة المقدسي : " ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم " اهـ لمعة الاعتقاد ص/29
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : " الحادية والأربعون براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس وغيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا إكرام من الله تعالى لهم "اهـ شرح النووي على صحيح مسلم 17/117-118
وقد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها حيث قال: " واتفقت الأمة على كفر قاذفها " زاد المعاد في هدي خير العباد 1/106
وقال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (23) سورة النور . قال : " أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن " اهـ تفسير القرآن العظيم 5/76
وقال بدر الدين الزركشي : " من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببرائتها " الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص/45
وقال الإمام السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ } الآيات . قال : " نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن .
قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره (3) فقال { سبحانك هذا بهتان عظيم }، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد " اهـ الإكليل في استنباط التنزيل ص/190
هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقذفها بما رماها به أهل الإفك فانه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها وطهارتها رضي الله عنها، وأن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام
من كتاب (( عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام )) في " مطلب في حكم ساب أزواجه صلى الله عليه وسلم وعقوبته " للشيخ د . محمد بن عبدالله الوهيبي
{ وعن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : من الرجال ؟ قال : " أبوها " . قلت : ثم من ؟ قال : " عمر " . فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم } رواه البخاري ومسلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحاشية
(1) : قرنان: على وزن سكران، وهو الذي لا غيرة له، قال الأزهري: هذا قول الليث وهو من كلام الحاضرة ولا يعرفه أهل البادية. المصباح المنير 2/501
(2) : هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الهاشمي، إمام الحنابلة ببغداد في عصره كان ثقة زاهداً درس بجامع المنصور وبجامع المهدي وصنف كتاباً منها "رؤوس المسائل" و"أدب الفقه" وكان شديداً على أهل البدع، ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوفي سنة سبعين وأربعمائة. انظر ترجمته في طبقات الحنابلة 2/237-241، الذيل على طبقات الحنابلة 1/15-26، مناقب الإمام أحمد ص/521-523، الأعلام 4/63
(3) : الضمير يعود على قصة الإفك
- بنت حديثهعضو نشيط
- عدد الرسائل : 61
العمر : 38
المحافظة/المدينة : حديثه
الوظيفة : طالبه
الجنس :
الجنسية :
MoBiLe : NoT FoUnD
:
الخبرة :
تاريخ التسجيل : 09/04/2009
رد: حكم من سب ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها
الجمعة 08 أكتوبر 2010, 03:46
بارك الله بيك وجزاك الله خير
- الضحىعضو فعال
- عدد الرسائل : 130
العمر : 35
المحافظة/المدينة : بغداد االاعظمية
الوظيفة : طالبة
الجنس :
الجنسية :
MoBiLe : لا يوجد موبيل
:
الخبرة :
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 14/05/2010
رد: حكم من سب ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها
الجمعة 08 أكتوبر 2010, 05:00
بارك الله فيك اخي وجزاك خيراً
الله ينتقم منه ومن امثاله الخبثاء
الله ينتقم منه ومن امثاله الخبثاء
- اسدحديثهعضو جديد
- عدد الرسائل : 39
العمر : 37
المحافظة/المدينة : حديثه _محافضه الانبار
الوظيفة : موضف حكومي
المزاج :
الجنس :
الجنسية :
MoBiLe :
07814121615
:
الخبرة :
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
البطاقة الشخصية
الاسم الحقيقي: ابويقين الشمري
رد: حكم من سب ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها
الأربعاء 13 أكتوبر 2010, 05:30
احسن الله اليكم وزادكم حرصا وتفقها في الدين
شكرا على المروور القيم
شكرا على المروور القيم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى